ما هي تجارة الملابس بالجملة؟

تجارة الملابس بالجملة عبارة عن بيع كميات هائلة من الملابس إلى موزعين صغار يعملون على بيعها للمستهلكين بعد ذلك، سواء من خلال الحصول على الملابس من عمليات الاستيراد من المصانع المتواجدة في الدول المختلفة أو من خلال التعاقد مع المصانع في الدولة المتواجد فيها وإعادة بيعها بعد ذلك، وعلى الرغم من أن هامش الربح في كل قطعة ملابس يكون قليلا في تجارة الملابس بالجملة إلا أن البيع بكميات كبيرة يؤدي إلى تحقيق أرباح باهظة في عمليات البيع الضخمة.

وتتنوع أشكال تجارة الملابس بالجملة، حيث يكون هناك أصحاب مصانع هم من يعملون في بيع منتجاتهم، وهناك شركات من تجارة متخصصين يتعاقدون مع المصانع على شراء منتجاتهم وبيعها بعد ذلك إلى تجار التجزئة وهناك وسطاء يعملون على استيراد الملابس من المصانع في الدول المختلفة وإعادة بيعها سواء من خلال شركات الاستيراد والتصدير أو مكاتب بيع الملابس بالجملة.

ومن المعروف أن تجارة الملابس بالجملة تحقق مكاسب كبيرة، فإذا كان هامش الربح في القطعة الواحدة دولار واحد فقط وتمكنت من بيع 100 ألف قطعة فإن الربح الشهري يصل إلى 100 ألف دولار شهريًا بعد دفع مصاريف التشغيل المختلفة، وهذا ما جعلها فرصة تجارية رائعة لزيادة الأرباح، لكن رغم ذلك هناك بعض الأساسيات التي تؤدي إلى نجاح تجارة الملابس.

أساسيات النجاح في تجارة الملابس

من أجل العمل على النجاح في تجارة الملابس هناك بعض الأساسيات التي لابد من الاعتماد عليها في البداية العمل، حيث تقلل من المخاطر وتوفر المقاومات التي تساعد كل شخص في التجارة وتكون أبرزها:

- تحديد المبالغ المالية المخصصة للتمويل ومصادر التمويل لاستمرار المشروع، وإجراء دراسة جدوى لحساب مصاريف التشغيل وهامش الربح.

- اختيار التصميمات العصرية والموديلات الأكثر شعبية والتي تناسب الكثير من المستهلكين العاديين حتى يمكن تسويقها بسهولة.

- تحديد الجمهور المستهدف الذي تجذبه نوعية الملابس التي تبيعها لتوفير الوقت والأموال في الترويج للمنتجات عبر الوصول إلى المستهلكين المهتمين بمنتجاتك مباشرة.

- إبتكار طرق تسويقية جديدة تجذب الجمهور وتروج للملابس بين المستهلكين.

- اختيار المكان المناسب للعمل خاصة الأماكن ذات الكثافة السكانية الكبيرة والمدن والعواصم المختلف والتي يمكن الوصول إليها بسهولة.

- توفير القوة العاملة اللازمة التي تتميز بحسن المظهر والخبرة والكفاءة في العمل والقدرة على لإقناع العملاء بالشراء.

- بعد البدء في تجارة الملابس لابد من قياس كفاءة الأداء التسويقي سواء من ناحية المبيعات وعناصر المزيج التسويقي ومدى معرفة الجمهور المستهدف بالمنتجات ومدى التوظيف الفعّال لرأس المال.

دراسة جدوى عن مشروع تجارة الملابس بالجملة

تعتبر دراسة الجدوى هي الخطوة الأساسية الذي لابد من إجرائها عند البدء في أي مشروع تجاري، وتبرز أهميتها في تجارة الملابس بالجملة، حيث يتم من خلالها وضع كافة التفاصيل عن المشروع بداية من تحدي العوامل التسويقية التي لها تأثير على الربح والخسارة والجمهور المستهدفة والمنتجات الأكثر شعبية ويمكن بيعها بسهولة ومصاريف التشغيل.

وعند إجراء دراسة جدوى عن مشروع تجارة الملابس بالجملة هناك بعض الإجراءات الرئيسية لابد من اتباعها لتحديد ملامح المشروع التجاري، أبرزها:

1. تحديد قيمة رأس المال الذي يتم تشغيله في المشروع.
2. إجراء دراسة وافية عن المنطقة التي سوف يتم فيها إقامة المشروع.
3. تحديد منتجات الملابس ومواصفتها من الخامات والألوان والتصميمات لتكون مناسبة للأشخاص الموجودين بالبلد أو المنطقة التي يتم فيها بيع المنتجات.
4. تحديد تجار الملابس سواء التجزئة أو الجملة ووضع خطة للتواصل معهم باعتبارهم العملاء المحتملين للشراء.
5. تحديد احتياجات السوق من المنتجات ومدى جودتها عند إجراء دراسة تسويقية عن المنتجات.
6. تحديد طرق التسويق في والتكلفة المخصصة لها والنتائج المتوقع الوصول إليها
7. إنشاء نظام لتسجيل الإيرادات والمصروفات لمعرفة صافي الربح.
8. وضع تصورات لتخفيض تكاليف الإنتاج لخفض أسعار المنتجات وزيادة المنافسة السعرية.
9. تحديد المكان المناسب لإقامة المشروع وتجهيزه بالأدوات اللازمة للتشغيل وتحديد العمالة المطلوبة ومصاريف التشغيل.
10. تحديد الأهداف المُخطط الوصول إليها كل 6 شهور ومراجعة ذلك على أرض الواقع لمعرفة إذا كان المشروع يسير في الطريق الصحيح أم لا.

أسباب الخسارة في تجارة الملابس

على الرغم من أن تجارة الملابس بالجملة تكون مربحة وتحقق مكاسب مالية كبيرة؛ إلا أنها في الوقت ذاته ربما تتأثر كثيرًا بسبب عدم إدارتها بالشكل الصحيح، ولذلك فلابد من الحذر من بعض الأشياء التي تؤدي إلى الخسارة وربما انهيار المشروع في النهاية.

وهناك بعض الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الخسارة في تجارة الملابس إذا لم يتم تداركها والعمل على حلها في البداية، حتى لا يتحول المشروع التجاري المربح إلى سبب للخسارة بعد ذلك، وأبرز هذه الأسباب هي كالآتي:

عدم التخصص: أبرز الأشياء التي تؤدي إلى الخسارة هي عدم التخصص في أنواع محددة في تجارة الملابس والعمل على بيع أنواع كثيرة من الملابس، بمعنى أن هناك من يتخصص في الفساتين فقط أو البدل فقط، أو حتى في الملابس الحريمي فقط أو الملابس الرجالي فقط، حيث يوفر التخصص إمكانية للتركيز أكثر على المنتجات واكتساب خبرة أكثر في مواد التصنيع ومعرفة عميقة للتجار وهذا النوع من الملابس؛ لذا فإن القاعدة التجارية تقول: «من يريد التجارة في كل شئ يخسر كل شئ».

عدم تحديد الجمهور المستهدف: خطأ فادح يقع فيه بعض التجار الجدد في مجال تجارة الملابس بالجملة، بمعنى تحديد ما تريد بيعه سواء منتج شعبي وسعر رخيص أو منتج عالي الجودة وسعر غالي، وهناك البعض الذي يستهدف المنتجات ذات الجودة المتوسطة وبأسعار متوسطة، بالإضافة إلى عرض منتجات لجمهور غير مهتم وبالتالي عدم تحقيق أي نتائج في المبيعات؛ لذا لابد من تحديد الجمهور ومعرفة مدى اهتمامه بالمنتجات المناسبة من التصميمات والخامات والأسعار.

عدم وضع خطة للتسويق: «إذا كنت لا تملك خطة تسويق فأنت لا تعرف إلى أين تذهب».. هذه هي المقولة الأكثر تداولًا في مجال التجارة، فلابد من تحديد خطة واضحة للتسويق بأهداف محددة والقنوات التي يتم الترويج من خلالها ومدى تنوعها، وتوقع النتائج على مدار الفترة القادمة، بمعني إذا فشلت حملة إعلانية في المرة الأولى فهذا لا يعني فشل المشروع أو خطة التسويق؛ بل لابد من الدراسة والتحليل للأسباب التي أدت إلى الفشل والعمل على حلها في المستقبل.

كيف تُحدد هامش الربح في تجارة الملابس؟

حساب هامش الربح في تجارة الملابس خطوة صعبة على الكثير من المبتدئين في مجال تجارة الملابس بالجملة، فهي خطوة فارقة تستطيع منها تحقيق ربح وفي نفس الوقت الحفاظ على المنافسة السعرية في السوق التجاري، لكن هناك خطوات لابد من اتباعها عند حساب هامش الربح، وتكون كالآتي:

الخطوة الأولى: حدد تكلفة منتجاتك من خلال سعر المصنع الذي تتعاقد معه، وبعد ذلك احسب كل مصاريف التشغيل، وحدد السعر بحيث يكون متوافقًا مع التنافسية السعرية.

الخطوة الثانية: لا تنسى أن تتوقع التكاليف الإضافية والأضرار والخسارة التي تحدث أثناء النقل والتخزين، والضرائب المطبقة وتكاليف الجمارك والقيمة المضافة، والعينات التي ترسلها إلى الموزعين والتجار الصغار.

الخطوة الثالثة: تقسيم هوامش الربح بينك كتاجر ملابس بالجملة والموزعين وتجار التجزئة، على أن تكون نسبتك هي الأقل ثم الموزعين على أن يحصل تجار التجزئة على أكبر نسبة من الهامش، لكن حجم مبيعاتك بكميات كبيرة سوف يؤدي إلى تحقيقك أرباح كبيرة في النهاية، كما لا تنسى تحديد أسعار نقل محفزة لتجار التجزئة.

نصائح هامة للمبتدئين في تجارة الملابس بالجملة

تجارة الملابس بالجملة عالم كبير لابد من دراسته قبل البدء فيه؛ لذا هناك مجموعة من النصائح الهامة التي تخص المبتدئين في تجارة الملابس تمكنهم من تجنب الخسارة أو فشل المشروع لابد من وضعها في الاعتبار.

1. دراسة مصانع الملابس

أبرز نصيحة هي دراسة مصانع الملابس سواء داخل الدولة التي تعمل بها أو في الخارج ومعرفة أبرز الموردين والأسعار والمواد الخام، حيث تتيح الدراسة معرفة أبرز المصانع ومتابعة السوق الصناعي وبالتالي الحصول على أفضل الأسعار بأفضل جودة وأحسن الخامات.

2. معرفة أماكن بيع الملابس بالجملة

دراسة المنافسين هى إحدى المقومات الأساسية في أي مشروع تجاري، لكن مع تجارة الملابس بالجملة لا يمكنك الاكتفاء بمنافسينك المباشرين في السوق، ولكن عليك من معرفة أماكن بيع الملابس بالجملة في دولتك والدول المختلفة ومتابعة الأسعار ووضع التجارة لديهم وما هي أبرز الأسواق التي يمكن أن تقتحمها في المستقبل، ومن الذين يمثلون خطر على تجارتك إذا قرروا اقتحام سوقك التجاري.

3. أسرار استيراد الملابس بسعر الجملة

مثل أي مشروع تجاري هناك أسرار خاصة لهذه التجارة أبرزها أسرار استيراد الملابس بسعر الجملة، حيث تكون هناك أسرار في التعاقد مع المصانع ومعرفة شركات الشحن المضمونة وكيفية النقل بطريقة آمنة وتقليل مصاريف التشغيل، وهذه الأسرار تأتي مع الخبرة الكبيرة في هذا المجال؛ لذا إذا كنت تريد البدء في تجارة الملابس بالجملة واستيراد المنتجات من المصانع في الخارج فعليك التعاقد مع وسيط أو توظيف شخص لديه الخبرة الكافية في معرفة أسرار استيراد الملابس بسعر الجملة أو حتى اللجوء إلى البحث عن شريك مضمون في هذا الأمر، حتى تعلم كل شئ وهل الأفضل التعامل مع المصانع أم الموزعين؟ وكيف تقلل نفقاتك؟ وكيف لا تتعرض منتجاتك للتلف؟

4. تنوع طرق تسويق منتجات الملابس

الاهتمام بالتسويق والدعاية أساس نجاح أي مشروع تجاري؛ لذا لابد من تنوع طرق تسويق منتجات الملابس بين العديد من القنوات المختلفة سواء على منصات التواصل الاجتماعي أو من خلال محركات البحث والدعاية في وسائل الإعلام والتي تصل إلى الجمهور بسرعة كبيرة.

5. الحفاظ على المصدقية

تاجر الجملة لابد أن يحظى بسمعة جيدة بين تجار التجزئة حتى يتعاملون معه بصفة دائمة، لذلك لابد من الحفاظ على المصداقية من خلال القدرة على التواصل مع العملاء في أسرع وقت وباحترام وفي حالة وجود خطأ لابد من إصلاحه بسرعة وبدون أي إساءة للعميل، بالإضافة إلى التواصل الدائم مع العملاء لمعرفة رد فعلهم في التجارة والمنتجات والخدمة المقدمة إليهم.